مع الانفتاح العالمي والاطلاع على ما تقوم به شعوب الأرض في تلك الأيام، بدأ المجتمع يتقبل فكرة الاحتفال ببعض أيام المناسبات السنوية، وإن لم يكن جميعها، مع بقية شعوب العالم، عن طريق تكثيف النشاطات التوعوية حول
موضوع الاحتفال، وهو أمر لا يخالف الشرع بل ربما دعا الشرع للاهتمام به، فالاهتمام بالبيئة في يوم الأرض العالمي قد يدخل تحت باب الاستجابة للدعوة لعمارة الأرض.
كما جرت العادة دائماً تحتفل قوقل بالأيام العالمية والأعياد والمناسبات وها هي اليوم تحتفل بـ يوم الارض وفي الاسفل مقالة عن يوم الارض«من الارض خرجنا واليها نعود…إن حافظت على كوكبك حافظت على حياتك، فلا يقدر أحد أن يسلبه منك». جاءت هذه العبارة المقتضبة على لسان أحد الفلاحين الصينيين في رواية الكاتبة الاميركية بيرل باك «الارض الطيبة». ويُلخص محتواها جدلية العلاقة الازلية بين الارض والانسان الذي ان حرص على سلامتها وعدم العبث بها، وفّرت له سبل العيش والامن والاستقرار.والاحتفال بيوم الأرض فرصة طيبة لتوعية أفراد المجتمع كباراً وصغاراً بضرورة الاهتمام بالبيئة ومخاطر التلوث بما يسببه من زيادة درجة حرارة الأرض أو ما يسمى بالانحباس الحراري، كذلك نقص الغطاء النباتي وتلوث البحار والأنهار وتأثر الثروة الحيوانية برية وبحرية وغيرها من مظاهر التلوث.
وتستطيع المدارس القيام بنشاطات مهمة متنوعة بهذا الخصوص، كتنظيف البيئة المحيطة، وأتصور أن قرار وزارة التربية والتعليم بعدم إلزام الطالبات بتنظيف المدرسة يحتاج إلى مراجعة، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فقد قرأت أن أحد مديري التعليم قد أنّب مديرة مدرسة أمرت الطالبات بتنظيف المدرسة وكان من شكوى أولياء الأمور أن بناتهم لسن عاملات نظافة !!
بينما في بعض مدارس اليابان يقوم طلاب المدارس الابتدائية يومياً في نهاية الفسحة بلبس مرايل خاصة واقية فوق ملابسهم وحمل المكانس وتنظيف الفصول وساحة المدرسة يومياً، وفي نهاية عملهم يمتدحهم المدير والمعلمون على عملهم.
ولك أن تتخيل ما يكتسبون من مهارات من خلال قيامهم بهذا العمل، كمهارة العمل الجماعي والمهارات الحركية والالتزام، ويكتسبون الثقة بالنفس وتقديرها إلى جانب الوعي بأهمية المحافظة على نظافة المدرسة حتى تصبح النظافة واحترام عمال النظافة وتقدير عملهم، عادة لديهم ويمكن تطبيق ذلك في مدارسنا في يوم الأرض على الأقل.
وإذا كان الطلبة لدينا حساسون من هذا الجانب، ولم ترغب المدارس تكليفهم بالتنظيف، فإن الكثير من النشاطات والتجارب العلمية يمكن عملها في يوم الأرض العالمي، بتوجيه من الأساتذة، خاصة معلمي مقرر العلوم، يفهم الطلبة من خلالها الطبيعة من حولهم وضرورة الاهتمام بالنباتات أو تدوير النفايات وغيرها من النشاطات.
ويمكن الاطلاع على أمثلة من تلك النشاطات العلمية ، من خلال محرك البحث في الإنترنت، بوضع كلمة يوم الأرض أو Earth day، واختيار النشاط المناسب وفقاً للفئة العمرية ولما يمكن تنفيذه في بيئتنا المحلية.
كما تتضمن المواقع نشاطات يقوم بها أولياء الأمور مع أبنائهم، بما يساعد الأطفال على التعلم والاستمتاع برفقة آبائهم أو أمهاتهم فيجمعون المتعة والفائدة.
عولمة «يوم الارض»تحيط أكثر من اشكالية بتحديد «يوم الارض» Earth Day. فمن جهة، تُشكّل هذه المناسبة استعادة لحدث تاريخي، كعادة المناسبات، خصوصاً تلك المرتبطة بالبيئة. إذ تحتقل دول ومنظمات كثيرة بـ «يوم الأرض» في 22 نيسان (إبريل) سنوياً. وترفع فيه شعارات وعناوين ترمي إلى تحريك الرأي العام العالمي وجعله أكثر وفاء لثقافة البيئة وأشد التزاماً بسلامة الكوكب ومستقبله، وتحفيزه على الحفاظ على المصادر الطبيعية. وفي السياق عينه، ينبغي التمييز بين «يوم الارض» و «يوم البيئة العالمي» على رغم أنهما يبدوان كمظهرين للمعنى نفسه.